١ رجب ١٤٤٥ هـ
:ميثاق شرف إسْلامي
قواعد التعامل بين الإسلاميين أفراداً وجماعات
الطغاة متنافسون في التجهيل والتخريب الفكري
النشطاء الذين يخدمون الأمة أصناف كثيرة، منهم من يتصدى للظلم والطغيان، ومنهم من يسعى في إصلاح المجتمع، ومنهم يكتفي بالتعليم والدروس، ومنهم من يعتبر نفسه في خدمة هؤلاء من تلاميذهم ومُريديهم وأتباعهم. هؤلاء النشطاء ومن يخدمهم ليسوا جزءا من أمة مجتمعة تحت راية واحدة، بل هم تحت سلطات متعددة تتنافس في القمع والتضليل وقد حرمتهم من الإعلام المستقل والمرجعية الآمنة. وبهذا فليس غريبا أن تتعدد أسباب سوء الفهم والتناحر والمهاترة.
أوجد التسلط الذي طال أمده في بلاد العرب والمسلمين مؤسسات إعلامية وفكرية فاعلة ومتفاعلة، وأدى إلى ترسيخ منظومة كاملة من المفاهيم المستقرة، التي تعمل ضد الوعي بالواقع وفهم تفاصيله بشكل صحيح. ومهما بلغ الإنسان من المعرفة فإنه في مثل هذه الظروف يبقى عرضة للتضليل المعلوماتي من الإعلام وتحت طائلة التخريب الفكري والنفسي من مرتزقة المثقفين والكتاب.
ومن ثم فإن من السهولة أن تختلط تصرفات الجهلة والمتهورين، مع تصرفات مقصودة من المخابرات والمشبوهين. بعضهم يعيش الهاجس الأمني، والمحاسبة على ما يكتب، وآخرون يعيشون هاجس الذوق الشعبي، ومراعاة "ما يطلبه الجمهور" أكثر مما يعيش هم الأمانة والمسؤولية.
تراكم الخبرة الإعلامية في التضليل
أدت سيطرة المتربصين على وسائل الإعلام الحكومي على مدى عقود إلى تراكم خبرة هائلة في التضليل ومهارة في التلاعب بنفسيات الناس مما أنتج فن اختلاق الأكاذيب، وتحريف الحقائق، وتزوير المعلومات، وإقناع الجماهير بصدقها، وتشغيل الشخصيات المؤثرة في توجيه الرأي العام بالطريقة التي تريد، كما استثمرت الصفة التفاعلية للإعلام الحديث لاستكمال التحكم بعقول ونفوس الناس.
هذه الخبرة المتراكمة أنتجت إرجافاً بثقافة الأمة وتسببت في خضوعها للتلاعب النفسي مما أدى إلى عجزها عن التفريق بين المصلح والمفسد والمُخلص والمنافق. هذا التأثير في لإرجاف والتلاعب ليس مقصورا على العوام، بل أن كثيرا من المثقفين والعلماء من ضحاياه، ولم يستفيدوا من ثقافتهم وعلمهم في تحصين أنفسهم، وسلكوا مسالك تتفق مع التلاعب المطلوب.
وسائط الاتصال لم تحل المشكلة
خففت وسائط الاتصال من احتكار السلطات وامبراطوريات الإعلام، لكن ما لبث الطغاة أن اكتشفوا طريقة للاستفادة من هذه الوسائط لصالحهم. ولم تعد صفحات الفيس بوك وتسجيلات اليوتيوب، وتويتر، وتيك توك، وسيلة مستقلة للإعلام الشعبي فقط، بل استخدمتها السلطات بجدارة كرافد قوي للتضليل الإعلامي وبطريقة تفاعلية مؤثرة أو للترهيب والملاحقة والاستدراج والابتزاز.
ولأن أصحاب النفوذ لديهم القدرة على التنظيم صار بإمكانهم أن يفتعلوا رأياً عاما في هذه الوسائل غير موجود حقيقة في المجتمع، أو أن يحولوا قضية تافهة إلى قضية هائلة، أو يقلّلوا من قيمة قضية مصيرية. وكثير من المثقفين وأهل العلم الصادقين تنطلي عليهم حيلة الرأي العام المصطنع، و " يُبَرمجوا عصبيا" دون أن يشعروا بتلك البرمجة.
منظومة كاملة للتّضليل الفكري
لا يستغني أي مجتمع عن شخصيات تتحمل مسؤولية التوجيه الديني والفكري والأخلاقي والسياسي. وطول الأمد تحت السلطات المعروفة في العالم العربي، أدى تلقائيا لتوفير الفرصة لتمكين من يناسب هوى السلطات، وتوفير المنصات له، وإيصال صوته وكلمته للجماهير، بدلا من المخلصين والناصحين. ومع الوقت تتحول هذه المجموعة المرتزقة من أفرادٍ مبعثرين إلى منظومة متكاملة من علماء الدين والمثقفين والمفكرين والكتاب، الذين يخدمون التضليل.
هذه المنظومة قادرة على إتمام مهمة الإعلام في تشكيل الرأي العام، وتهيئته لتقبل الأكاذيب، والتحريف، والتزوير، وصناعة موقف مخالف لثقافة الأمة ودينها. ضخامة هذه المنظومة، تصنع إرهابا فكريا موازيا لإرهاب السلطات يسْتحضره أهل العلم والمثقفين لا شعوريا في كتاباتهم، حتى لو زعموا الشجاعة والقوة في قول الحق.
الهاجس الأمني والمفاهيم المصطنعة
الخوف من السلطات لا يؤدي للسلبية فقط، بل لانتشار المفاهيم المرتبطة بطول عهد القمع. هذه المفاهيم إما أن يكون لها أصل ويتم تحريفها من قبل أهل النفوذ، أو أن تكون مفاهيم مخترعة ليس لها أصل ولا قدسية، لكن صاحب النفوذ ينجح في ابتداعِها وتسويقها.
وتراكم المفاهيم وطول أمدها يعطيها قدسية حتى لو كان أساسها الشرعي والمنطقي والثقافي ضعيفا أو فارغا، ويجعلها جزءا مهمّا من البيئة التي يجري التعامل فيها مع الأخبار والمعلومات. ومع الأسف الشديد يتشرّب بعض المخلصين هذه المفاهيم ويتحدثون من خلال القناعة بها ويدورُون في فلكها رغم أنها دخيلة على الدين والقيم ولم يرسخها إلا الواقع الخاطئ. ومع مرور الوقت تُستبدل ثقافة العزة والأنفة والتوق نحو الحرية، إلى ثقافة أخرى دخيلة على القيم الدينية والعربية، تدفع الناس "لاشعوريا" الى الخنوع والذل والاتباع بصورة عمياء مما يجعل تعاملهم مع الآخرين منطلقاً من ذلك.
ما هو المنهج السليم في التعامل مع هذه التحديات؟
البنود المطروحة أدناه محاولة لطرح الخطوط العريضة، في منهجية التعامل مع تحديات التزوير والتضليل من خلال فهم التربية النبوية واستحضار الواقع بشكل شمولي. والفضل في معرفة هذه المنهجية المطروحة يعود لتتبع النجاح الذي حققه كثير من القدوات الموفّقة في التعامل مع هذه التحديات منطلقين من التربية النبوية وفهم الواقع.
ولا بد من التأكيد أن هذا المقال موجهٌ فقط لمن يؤمن بأن الحديث في الشأن العام "همّ ورسالة"، وليس موجهاً لمن يعتبره ارتزاقاً أو طلبا للشهرة، أو مصلحة دنيوية أخرى. والمقام ليس مقام أستاذية أو توجيه، فالمشَايخ والكتاب والمثقفون أساتذتنا، وكثير مما نكتب -بما فيه هذه السطور- هو مما تعلمناه منهم، لكنها محاولة لجمع أطراف الانضباط الرسالي في الحديث للجماهير.
أولا: تدريب النفس على الإخلاص و التجرّد
ما دام هذا الحديث ليس للمرتزقة، ولا لطالبي الشهرة والمصالح الدنيوية، فلن يكون الحديث عن أصل التجرد والإخلاص، بل عن تفاصيل قد تخفى حتى على الحريصين. قد لا ينتبه كثير من الكتاب والعلماء أن تأثير هذه الأمور يخترق العقل والوجدان بطريقة لا يدرك فيها العالم أو الناشط أنه قدح في الإخلاص أو ضعف في التجرّد.
من هذه المؤثرات، العيش بهاجس الخوف من السلطة، ومنها الغيرة من شخصيات أخرى أكثر شهرة وتأثيرا، ومنها مراعاة الذوق الاجتماعي، والمفاهيم الدارجة. ومنها كذلك المبالغة في مراعاة توجهات حزبية أو تيارات معينة، أو المبالغة بالنأي عن توجهات وتيارات أخرى، حتى لو لم يُتهم الفرد بالانتماء أو التبعية لها. وجهاد النفس في هذه التحديات صعب المنال ومطلب غالٍ، يجب أن لا يستهين به العلماء والنشطاء.
ثانيا: الانضباط المنهجي في التعامل مع الأخبار والمعلومات
يعتقد البعض أن الأمر الرباني بالتثبت في قوله تعالى "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا… الآية" يقصد به التحقق من صحة الخبر فقط، لكن التوجيه أوسع من ذلك. قد لا يكون الخبر مُختلقاً، بل يكون محرفاً، أو مُخرَجاً من سياقه وظروفه، خاصة مع هذه الخبرة الهائلة في التلاعب بالإعلام. والخبر الصحيح يصعب إدراك حقيقته إذا أُخرج من سياقه، لأن بعض القصص لا يمكن تصورها إلا بمعرفة الظروف، والسياق بالتفصيل.
والإعلام الحكومي الذي يسعى للتضليل والتشويه إعلام فعّال، ولديه خبرة وتجربة وقاعدة معلومات ضخمة، يستطيع استخدامها والتلاعب بها لتحقيق ذلك. كما أن الأجهزة المخابراتية تنجح أحيانا بالاختراق البشري والفني، ويتحدث عملائها في وسائط الاتصال، مستهدفين شخصيات محددة بالتشويه، لبعثرة القضية وتغيير الصورة، ثم يقع الكتاب والمثقفون والعلماء في فخ هذا التشويه. ولا يليق بكاتب إسلامي ناضج وعاقل ومتجرد، أن يسمح لنفسه أن ينزلق في أتون التضليل الإعلامي، ويصبح أداة من حيث لا يشعر.
ثالثا: استحضار واقع البيئة التي تربى فيها الشباب
يتحدث بعض الكتاب والمثقفين والعلماء عن النشطاء والشباب كما لو أنهم يعيشون في جو مثالي من العلم والتربية الآمنة، و يؤاخذونَهم على ما يصدر منهم بناء على ذلك، وينسون أن هؤلاء الشباب نتاج عقود من القمع والتجهيل والتضليل. وحتى بعد انطلاق الصحوة، ثم توفر وسائط الاتصال، لم تُبنَ الجسور بما يكفي بين أهل العلم والخبرة ومن يفترض أن يستفيد منهم من الشباب والنشطاء مما قلل فرصة التدرب على حسن التدبير والحكمة والأناة. ومن جهة أخرى تعرّض الكثير من الشباب والنشطاء لمَشاكل وفتن أمنية واجتماعية فلا يُستغرب أن يخرجوا بنزعات نفسية وفكرية وتربوية غير مقبولة.
واستحضار حقيقة هذه البيئة القمعية -أمنيا واجتماعيا وسياسيا- وتذكّر انقطاع الصلة بين المربين المؤهلين والشباب يعطي مجالا واسعا لتحمّل وتفهّم تصرفات هؤلاء الشباب. والتفهّم لا يعني إقرارها بقدر ما يعني وضعها في سياقها، ومواجهة من تسبب بالظروف التي أدت إليها بأنّه هو الذي يتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك. والتفهم يعني كذلك إدراك أن الحل الأمثل هو في إعادة بناء الجسور، وإزالة الجهل والقمع والتضليل.
رابعا: العجز عن قول الحق لا يعني التصفيق للباطل
قول الحق واجب متعين فورا، وقد اتفق العلماء أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولولا ذلك لضاع الدين. ولا يجوز أن يخلو زمان من قائل بالحق، حتى مع الخوف على النفس والمال، لأن الدين مقدم عليها جميعا، وكما قال أحمد بن حنبل "إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟".
لكن قد يجوز تأخير قول الحق لمصلحة حقيقية، وهي أن يكون خطط للصدح به في ظرف أفضل، أو للاعتقاد بأن هناك من أبرأ الذمة في ثغرةٍ وقد تصدى الناشط لثغرة أخرى، أو غيرها من المصالح المعتبرة. ومثل هذه الأسباب، تجيز فقط تأجيل قول الحق، لكن لا تجيز قول الباطل، أو الرضا به، أو التطبيل غير المباشر له ولصاحبه.
بعض الكتاب والمثقفين وأهل العلم، يدفع بهم وهج الشهرة، أو رغبة النأي عن بعض التيارات، لمواقف لا يمكن وصفها إلا دعم الباطل أو تأييده. وآخرون يوسوس لهم الشيطان أن مجاملة محدودة للباطل وأهله ربما توفر مساحة كبيرة لقول الحق في ميادين أخرى. ثم بعد أن يقعوا في الفخ، يوسع لهم الشيطان الهامش، فلا يستطيعون بعدها التفريق بين الحق والباطل.
خامسا: وجهة النظر ليست فتوى
من الظواهر العجيبة التي تلبّس بها بعض المشايخ، اعتقاد أن كل شيء خاضع للفتوى، حتى الأمور الفنية والإدارية، وكذلك الموازنات المرتبطة بالتقدير البشري لأمر معين، في ظرف معين، ومكان معين. بعض العلماء يعتبر النقاش التفصيلي لوجهات النظر خاضع للفتوى التي يعلن فيها الإيجاب والتحريم، ومن ثم يقع تلاميذهم ومُريديهم في محاذير التأثيم. تراهم يفتون مثلا بتحريم ممارسة معينة في بلد والفتوى بوجوبها في بلد آخر، كالمُظاهرات وتشكيل الأحزاب والانتخابات وبقية النشاطات السياسية، أو تراهم يتدخلون في تفاصيل العمليات الجهادية وهم بعيدون عن ميدانها.
للعالم الحق أن يذكر وجهة نظر شخصية مع أو ضد تصرف معين، وينص بشكل واضح أنها وجهة نظر ورأي شخصي وليست فتوى. والذين يحولون وجهة نظرهم إلى فتوى إنما هم مثل الذي يلزم الطبيب أن يستفتيه في قراراته الطبية، ويلزم العسكري أن يستفتيه في قراراته العسكرية.
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم طرح على الأنصار رأيه بعدم تلقيح النخل، فلم تثمر، فقال " فإني إنما ظننت ظناً، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل"، ومثله كذلك ما قال عليه الصلاة والسلام في الغيلة. فإذا كان المعصوم الذي يوحى إليه اعتبر ذلك وجهة نظر شخصية فكيف بغير المعصومين؟
سادسا: الأولويات
حينما تطرح مسألة الأولويات، يتبادر للذهن إقناع النشطاء بالقضايا السياسية بدلا من القضايا الاجتماعية والسلوكية والعبادية. هذه إشكالية كانت هي الغالبة في العقود الماضية لكن تجاوزها أغلب النشطاء، وصار هناك إدراك ومعرفة بالأولويات، لكنهم وقعوا في مشاكل داخل الموازنة بين أولويات العمل السياسي والاجتماعي ذاته.
قضايا الأمة التي تنامى الوعي بأهميتها وأولوياتها فيها مسائل متعددة ومتنوعة، وليست مسألة واحدة، بل في المسألة الواحدة أولويات كثيرة متفاوتة. ومع الأسف رغم وعي النشطاء، يبقى الكثير أسرى المقياس الإعلامي الرسمي في تفاصيل هذه الأولويات والنظر إليها.
لا يمكن في هذا المقال طرح قائمة الأولويات ، وإنما يمكن عرض منهجية عامة في التعامل مع الأولويات تخفف الصدام وتقلل المشاكل. هذه المنهجية تقوم على أنه لا حرج أن يتصدى عالم أو مثقف لقضية ما، حتى لو كانت في عين الآخرين تافهة و لكن بشرطين، الأول: أن لا يُثرّب على الآخرين ويحقّر من اهتمامهم، الثاني: أن لا يجعل الدنيا تدور حول اهتمامه، وأن البقية قصّروا لأنهم لم ينضموا إليه.
سابعا: المثالية في التطلع والواقعية في التطبيق
من علامات موافقة هذا الدين العظيم للطبع البشري، مثاليته في المبادئ والعقيدة والتطلعات، مقابل واقعيته في التطبيق. لا بد من المثالية في التطلع للتّوحيد بمعناه الشامل، وتحكيم الشرع، والقضاء على الفساد والظلم، والعدل والشورى، أما في التطبيق، فلا بد أن يراعى الطبع البشري والواقع الحالي، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
يدرك الكثير من العلماء هذه الحقيقة، لكنهم عند تعاملهم مع الأحداث ومواقفهم من التيارات يخلطون كثيرا بين مثالية المبدأ وواقعية التطبيق. ولا بد من استحضار هذا التوازن من أجل استيعاب الشباب المتحمس أو المتهور أو المقصر أو المتكاسل.
ثامنا: الأفكار والمناهج وليس الأشخاص والجماعات
مما يقلل الأضغان والعداوات، ويهيئ السبيل لقبول النقد، استهداف الأفكار والمناهج وتحاشي استهداف الأشخاص والجماعات. وهذا في الحقيقة هو النهج النبوي، فحين ينتقد عليه الصلاة والسلام تصرف شخص معيّن يقول "ما بال رجال"، وحين يشير إلى تصرف جماعة يقول "ما بال أقوام". وعند الاضطرار لتسمية شخص أو جماعة، ينبغي أن تكون التسمية في سياق الإشارة إلى التصرف أو القول أو المنهج الذي عليه الكلام، وليس التعميم على الشخص أو تلك الجماعة.
ولا يصلح أن تخرق هذه القاعدة إلا بثلاث شروط، الأول: أن لا يكون ما صدر عن هذا الشخص أو تلك الجماعة تصرفا أو قولا عابرا، بل منهجا كاملا، الثاني: أن لا يمكن دفع الضرر المترتب على ما صدر عن الشخص أو الجماعة إلا باستخدام لغة التشهير والذم المباشر، الثالث: أن لا يمكن الاعتذار للشخص أو الجماعة بالاعتذارات المشروعة، مثل الجهل والتأويل والإكراه.
أخيرا
هذه ليست إلا خطوطاً عريضة كبادرة لعصف ذهني لفِكرة هذا الميثاق، والعاقل يدرك أن الظروف الداعية لصياغة مثل هذا الميثاق هي في ذاتها تجعل اجتماع أهل الرأي والمشورة من المفكرين صعبة، بل ربما مستحيلة. وما أدراك لعل التداول المستمر بمثل هذا التوجه والنقاش المفتوح، أكثر فاعلية من ميثاق مطبوع، الذي ربما لا يلقي له الكثير بالا.