top of page

١٧ شعبان ١٤٤٦ هـ

إيران الثورة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً (١ \٣ )
الجزء الأول: التحولات التاريخية الكبرى في إيران الثورة

بقلم الدكتور سعد الفقيه


حدثت في إيران بعد ثورة الخميني تحولات تاريخية أثرت في واقعها الداخلي وفي محيطها وفي العالم. تم استبدال النظام "الشاهنشاهي" القائم على الاستبداد الفردي والمنهج الليبرالي بنظام قائم على المذهب الشيعي ومؤسسات فيها نسبة من المشاركة السياسية والشفافية والمحاسبة.


منذ انتصار الثورة حتى وفاة الخميني

وصل الخميني إيران بعد نجاحه في طرد الشاه في فبراير ١٩٨٠ وكانت لحظة نشوة عارمة عند الشعب الإيراني. كان الجو الثوري هو المسيطر على الوجدان الشعبي طول فترة حياة الخميني مما أعطى القيادة في إيران تفويضاً شعبياً هائلاً وطمأنينة لدى المؤسسات الحاكمة أن لا فرصة لأي معارضة في تشكيل خطر على الدولة الجديدة. وساهمت كاريزما الخميني وسجلّه النضالي في تطويع الشعب وتهميش المعارضة. 


ثم اندلعت الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر ١٩٨٠ وتمكن الخميني من استخدام هذه الحرب في توحيد الجبهة الداخلية رغم الخسائر البشرية والمادية الضخمة التي تسببت بها الحرب. كان العداء لأمريكا بسبب تحالفها القوي مع الشاه من أهم أسباب الثورة وفي مقدمة مبادئها. 


وخلال تلك الفترة أسست إيران حزب الله في لبنان ووطّدت علاقتها مع سوريا، وكانت سياستها الخارجية صريحة في العداء لأمريكا وحلفاء أمريكا ودخلت في مواجهات مع أمريكا في احتلال الطلاب للسفارة الأمريكية في طهران و تفجير المارينز واختطاف الرهائن في لبنان. لم تتمكن أمريكا وقتها من التغوّل وفرض حصار كما فعلته لاحقاً لأن العالم وقتها لم يكن قطباً واحداً بسبب وجود الاتحاد السوفياتي الذي كان له نفوذ يضاهي نفوذ الولايات المتحدة عالمياً.


منذ وفاة الخميني حتى أحداث سبتمبر

بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية في ١٩٨٨ ثم وفاة الخميني في ١٩٨٩ تمكن قادة إيران من استثمار حرب الكويت سنة ١٩٩٠ واستفادوا من وجود عدو مشترك مع الخليج وأمريكا هو العراق في الانفتاح على الخليج وتخفيف الخصومة مع أمريكا. وصاحب ذلك تغيير تكتيكي في السياسة الخارجية قاده هاشمي رفسنجاني تَمَثّلَ في التوقف عما يسمى تصدير الثورة والتظاهر بالتكامل والتعاون مع الجيران. 


وفي موازاة ذلك سعت إيران في تقوية حزب الله في لبنان وتحويل العلاقات مع النظام السوري إلى علاقات استراتيجية. وخلال تلك الفترة تحسن الوضع الأمني والاقتصادي في إيران وثقلها السياسي في المنطقة. ولهذا فرغم سقوط الاتحاد السوفيتي في ١٩٩١ وتفرد أمريكا بالنفوذ العالمي تمكنت إيران من تقوية سلطتِها في الداخل ونفوذها في الخارج واستثمار الأحداث لصالحها.


منذ أحداث سبتمبر حتى احتلال العراق

بعد ذلك حصلت أحداث سبتمبر ٢٠٠١ واحتلال أفغانستان، ومرة أخرى تستثمر إيران الأحداث للحد الأقصى وتتعاون بشكل غير مباشر مع أمريكا خلال الحرب للقضاء على العدوين المشتركين طالبان و"الإرهاب السُّنّي"، ويتسبب ذلك في مزيد من التحسن في وضعها الاقتصادي ونفوذها السياسي. ورغم هذا التعاون مع أمريكا فقد تبين الدهاء الإيراني والتفكير الاستراتيجي في إيواء عدد من شخصيات القاعدة الهاربين من المطاردة الأمريكية في أفغانستان مدركة أنها سوف تحتاجهم مستقبلاً.


وكانت إيران في تلك الفترة تتحاشى استفزاز السُّنة في العالم الإسلامي وتتظاهر بتشجيع التقارب معهم وتَستضيف الشخصيات السنية في إيران وتُرسل مندوبين إلى مؤتمرات إسلامية شعبية في عدد من الدول العربية وتحاول بناء علاقات مع الجماعات الإسلامية السنية. ومن العوامل التي ساعدت في خداع كثير من أهل السُّنة بسياسة إيران  ترويجها لنفسها أنها المتبني الأصدق للقضية الفلسطينية وتقديمها حزب الله في لبنان على أنه رأس حربة في مواجهة الصهاينة وتأييدها للمقاومة الفلسطينية ودعم بعض فصائلها بالسلاح والمال. وتسبب كل ذلك في خداع جزء كبير من السُّنة في العالم الإسلامي بالمشروع الإيراني وتصديقهم بجدّية إيران في التقارب مع السُّنة والتخلي عن التطرف الشيعي.


في المقابل كانت إيران في نفس الفترة تتبنى الأقليات الشيعية في باكستان وأفغانستان والخليج ولبنان وتبث دعاة المذهب الشيعي في أماكن كثيرة، خاصة أفريقيا وشرق آسيا. وحرصت إيران في نشاطها المذهبي هذا أن لا تستفز المؤسسات الدعوية السنية وأوصت دعاتها أن يستخدموا مدخلاً مقبولًا للتشيع وهو "حب آل البيت" كتهيئة لدعوة تنتهي بالتشيع.


وخلال نفس الفترة كذلك بذلت إيران جهداً كبيرا في وضع إستراتيجية عسكرية قائمة على إنشاء جيش قوي عدداً وتدريباً وصناعة ما يمكن صناعته من الأسلحة المتطورة وشراء ما يمكن شرائه من السلاح من الصين وروسيا. وتبيّنت نتيجة هذه الاستراتيجية لاحقاً في ضخامة ترسانة إيران من السلاح الخفيف والثقيل والصواريخ والمسيرات وغيرها. كما تبين من خلال قدرتها على تدريب حزب الله والميليشيات في العراق وسوريا واليمن.


منذ أحتلال العراق حتى الربيع العربي وثورة سوريا

ثم جاء أهم حدث في تمكين إيران من المنطقة وهو غزو أمريكا للعراق في مارس ٢٠٠٣ والذي استعدت له إيران قبل حدوثه وتمكنت بدهائها من تحويل تداعياته لصالحها. نجحت إيران قبل الغزو في خداع الأمريكان أن الأحزاب الشيعية التابعة لها هي المؤهّلة لخلافة صدام، وذلك في استثمار مؤتمرات للمعارضة العراقية في أوروبا وأمريكا من خلال توجيه نشاطاتهم بزعم الاستعداد لتنفيذ المشروع الغربي في العراق. وانطلت الحيلة على الأمريكان حيث تبنّت أمريكا تمكين الشيعة من العراق بعد سقوط صدام وإعطاء كل المناصب المهمة للأحزاب الشيعية وتهميش ااسُّنة بالكامل. 


وبعد اندلاع المقاومة العراقية تجلى الدهاء الإيراني مرة أخرى حيث تمكنت من استثمار المقاومة لطَرد الأمريكان والتفرد بالعراق، رغم أن المقاومة سُنيّة بامتياز. وفي نفس الوقت الذي كانت تدعم فيه بعض فصائل المقاومة تمكنت إيران من إقناع الأمريكان بترسيخ التحالف مع الشّيعة للقضاء على المقاومة السنية، ومن ثم تحويل اعتماد أمريكا على الشيعة إلى قرار استراتيجي. وهكذا تُختم تجربة أميركا في العراق بسيطرة كاملة  لإيران على العراق بدماء الجيش الأمريكي وجهد المقاومة السنية وأموال الخليج. 


كان تمكين إيران من دولة غنية وقوية مثل العراق سبباً في إصابة قيادتها بالغرور مما أدى إلى التخلي عن التواضع المصطنع ومجاملة السنّة فارتكبت هي والميليشيات التابعة لها فظائع كثيرة ضد السُّنّة في العراق فضلاً عن تهميش السُّنّة واستفزازهم وإلجَائهم لاستخدام القوة ضد السلطة الجديدة في العراق. وصادف ذلك بداية انتشار وسائل التواصل وتداول الناس صور وتسجيلات الفظائع المرتكبة ضد السنة مما تسبب في تحول الرأي العام السُّنّي بقوة ضد إيران.


ورغم تقاطع المصالح بين أمريكا وإيران في القضاء على "الإرهاب السُّنّي" فقد تنامى الصدام بينهما بسبب تطوير إيران لمشروعها النووي ودعمها لحزب الله بقوة في مواجهاته مع إسرائيل. أدى ذلك إلى تضييق الحصار على إيران الذي كان قد بدأ في ١٩٩٥ ثم تضاعف في ٢٠٠٦ ثم تطور إلى حصار شامل في ٢٠١٠ وحوّل إيران إلى الخصم الرئيسي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة. 


منذ الربيع العربي والثورة السورية حتى طوفان الأقصى

بعد ذلك حصل التطور الأخطر في تاريخ إيران والذي ساهم في توسيع نفوذها بمكاسب استراتيجية لكنه تسبب في مزيد من الغرور الذي أفقدها الدهاء والحنكة السياسية وورّطها في مغامرة انتهت بخسائر استراتيجية. ذلك التطور هو الربيع العربي عموماً والثورة السورية خصوصاً.


قررت إيران دعم النظام السوري بكل طاقتها السياسية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية. فأرسلت من جهتها ومن الميليشيات العراقية مقاتلين لسوريا (الزينبيون) وأمرت حزب الله بإرسال أفضل مقاتليه إلى سوريا وشجعت متطوعين من باكستان وأفغانستان (الفاطميون) للقتال هناك، مما وفر للنظام السوري عشرات الآلاف من المقاتلين للدفاع عنه. إضافة لذلك خصصت جزءاً كبيراً من ميزانيتها لدعم النظام السوري وأمرت الحكومة العراقية الشيعية بدعم سوريا بالنفط. 


وخلال المواجهة مع الثورة السورية مارست الجهات المحسوبة على إيران ومعها النظام السوري أبشع الفظائع ضد الأغلبية السُّنّية في سوريا. ولم تكن هذه الأعمال تصرفات خارجة عن السيطرة بل كانت سياسة مقصودة لتخويف الثوار وردعهم عن مواجهة النظام السوري. إضافة لذلك مارست إيران برنامجاً شاملاً لتشييع سوريا والقضاء على هويتها السُّنّية بطريقة ممنهجة ومدروسة كان يراد لها أن تكون استراتيجية.


ومما ساهم في غرور إيران غض طرف العالم عالمياً عن هذا التدخل وتجاهل الفظائع التي ترتكبها الميليشيات التابعة لها، ثم الموافقة على رفع الحصار سنة ٢٠١٥ في الاتفاق النووي المشهور. أما العقوبات الدولية التي اتخذت ضد النظام السوري نفسه فلم تتأثر بها إيران ولم تغير برنامجها هناك بل ضاعفت نشاطها. 


قضى هذا النشاط الطائفي الشرس على البقية الباقية من تعاطف السُّنّة مع إيران وأفقدها مكاسب ضخمة حصلت عليها على مدى عدة عقود. كان بإمكان إيران أن تحافظ على خداع أهل السُّنّة بالاكتفاء بالدفاع عن النظام الأسدي دون هذه الممارسات، بل وإقناع النظام نفسه بتحسين وضع حقوق الإنسان في سوريا، لكن الغرور والثقة الزائدة بالقدرات أدت بهم إلى ما حصل. وبهذا لم يبق يتعاطف مع إيران من أهل السُّنّة إلا بعض المقاومين الفلسطينيين ظناً منهم أن إيران تدعمهم بإخلاص وصدق. 


ومن ضمن استثمار إيران للربيع العربي تبنيها لجماعة الحوثيين والتآمر معهم على خداع السعودية ودول الخليج حتى تم التمكين لهم في صنعاء وتحولوا من عصابة هامشية مزعجة إلى دولة تسيطر على عاصمة اليمن وجزء كبير منها. وفّر هذا النفوذ لإيران في اليمن ذراعاً قوياً توازن فيه النفوذ مع السعودية وتسيطر على باب المندب وقوة عسكرية لغزو السعودية لو حصلت أي مواجهة مع أمريكا.


منذ طوفان الأقصى حتى الآن

اندلعت أحداث طوفان الأقصى في أكتوبر ٢٠٠٣ ولم تكن إيران على علم بالطوفان مما تسبب في غضب عند القيادة الإيرانية وحزب الله لأن المقاومة الفلسطينية تصرفت دون تنسيق معهم. وتعرضت إيران لحرج شديد أنها إن لم تفزع لغزّة فلا قيمة لكل ادّعاءاتها عن دعم المقاومة، ولهذا صدر الأمر الإيراني لحزب الله بإظهار شيء من المساندة بقصف محدود لشمال فلسطين. 


تصاعدت المواجهة تدريجياً بين حزب الله وإسرائيل ثم حصل ما حصل من اختراق إسرائيل لحزب الله و تدمير ترسانته العسكرية. هيأت هذه التطورات الفرصة للثورة السورية لقطف الثمرة فتمكنت من إسقاط النظام بعد مسيرة نضالية طويلة انتهت بطرد إيران وميليشياتها من سوريا. 


وهكذا قُضي تماماً على وجودها في سوريا بشكل مفاجئ لأنه كان مصادما لحقائق التاريخ والثوابت الاجتماعية كما فقدت الجزء الأكبر من قوة حزب الله وانتهى عمليا كل نفوذها في هذه المنطقة. وكما قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف فإن خسارة سوريا أخطر على إيران من خسارة إقليم الأهواز المليء بالنفط والمعادن.


داخل إيران منذ وفاة الخميني حتى الآن

وفيما كانت إيران تتوسع في العراق وسوريا كانت شعبية المؤسسات الحاكمة داخل إيران في انحسار شديد منذ وفاة الخميني. وتنامى الغضب الشعبي على القيادة في إيران بسبب الاستبداد والفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية التي تسبب فيها الحصار. وأدى هذا الغضب الشعبي إلى اندلاع المظاهرات المعارضة للنظام عدة مرات والتي قمعها النظام بشدة. 


وبعد مرور أكثر من أربعين عاماً على الثورة لم يبق مع القيادة في إيران إلا القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مثل الحرس الثوري والباسيج والاستخبارات وأجزاء من الجيش. ورافق انحسار الولاء للقيادة تخلي أجزاء كبيرة من الشعب عن المذهب الشيعي وتبنى اللادينية أو التحول من التشيّع إلى السنّة إضافة لانتشار ظاهرة تعظيم الغرب وإسرائيل نكاية بالملالي. ويعتقد أن صمود الجهات الحاكمة حالياً في إيران أمام هذا التمرد الشعبي إنما هو من خلال قوة وهيبة مؤسساتها الأمنية وليس من خلال تفويض شعبي يؤمن بالمؤسسات القائمة. 


البرنامج النووي ودوره في المواجهة مع الغرب وإسرائيل

بدأت إيران برنامجها النووي قبل سنة ٢٠٠٠ ولم يكتشفه الغرب إلا بعد ٢٠٠٢ حيث اعتبره الغرب مشروعاً باتجاه إنتاج القنابل الذرية. لم تأبه إيران بالقلق الغربي ووسعت البرنامج ولذلك استحوذ على جزء كبير من أسباب مواجهتها مع أمريكا والغرب وإسرائيل. 


استمر البرنامج رغم مضاعفة الحصار في ٢٠٠٦ إلى أن وقعت إيران الاتفاق النووي سنة ٢٠١٥ مع أوباما ورفع عنها معظم العقوبات. ثم ألغي الاتفاق على يد ترمب في  ٢٠٢٠ وأعيد الحصار وأضيف إليه مزيد من العقوبات مما دفع إيران إلى استئناف نشاطاتها النووية مما جعل البرنامج قضية مركزية في علاقة إيران مع أمريكا وإسرائيل.


وإضافة لما يعتقد أنه نية حقيقية لإنتاج قنبلة نووية فإن البرنامج تحول إلى أداة لابتزاز الغرب بتحمل تصرفاتها الإقليمية مقابل تقديم تنازلات في هذا البرنامج وهذا ما حصل في ٢٠١٥. ولهذا السبب فإن المشروع النووي رصيد إستراتيجي لإيران في علاقاتها وليس من المتوقع أن تقدم تنازلات فيه ولو محدودة إلا بتنازلات ضخمة من الطرف الآخر. 


لكن بعد خسارة إيران لسوريا وتحييد حزب الله لم يعد البرنامج بنفس المفعول كأداة ابتزاز أو ضغط كما كان سابقاً لكن مع ذلك تبقى إيران تتشبث به لأنه بمثابة الوسيلة الوحيدة لانتزاع رفع العقوبات. في المقابل يشكل البرنامج النووي خطراً مستمرا على إيران باحتمالية تعرضها لضربة إسرائيلية أمريكية شاملة تنهي البرنامج النووي وقدراتها الدفاعية. ولرَدع إسرائيل وأمريكا عن عمل ذلك فقد داومت إيران على إفهام أمريكا وإسرائيل أن أي ضربة للبرنامج النووي تعني حرباً شاملة وتدميرا لمصالح أمريكا في المنطقة وفي مقدمتها النفط الخليجي.


خلاصة الوضع الحالي في إيران

خسرت إيران تعاطف عامة المسلمين وخسرت سوريا ولبنان وفقدت قوة حزب الله، وأهم من ذلك خسرت جزءاً كبيراً من التفويض الشعبي في الداخل، وفقدت كفاءة البرنامج النووي كقوة ابتزاز للغرب. في المقابل فإن المؤسسات الحاكمة متماسكة حالياً ومتشبّثة بالسلطة بكفاءة وقواتها العسكرية قادرة نظرياً على إحداث ضرر كبير بمصالح أمريكا في المنطقة، فهل تصمد أمام التحديات الداخلية والخارجية؟ وما هي أوجه القوة والضعف في النظام الإيراني الحالي؟ وكيف يكون شكل المواجهة لو حصلت مع أمريكا وإسرائيل؟ هذا ما سنراه في الجزء الثاني من هذا المقال إن شاء الله.


  • Whatsapp
  • Twitter

عبدالله الغامدي

د. سعد الفقيه

  • Whatsapp
  • Facebook
  • Twitter
  • Snapchat

للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني:

لدعم نشاط الحركة الإعلامي:

Digital-Patreon-Wordmark_FieryCoral.png
bottom of page