٢ صفر ١٤٤٦ هـ
التفاهم والتصادم بين أمريكا وإيران
بقلم الدكتور سعد الفقيه
الاختزال مدمر للفكر والتخطيط
الاختزال في تفسير الأحداث والإحالة السطحية للمؤامرات ظاهرة شائعة في المجتمعات العربية وربما تتفوق في انتشارها على التحليل العلمي المنضبط. والمخجل أن هذا الاختزال ليس مقصورا على الشرائح الجاهلة والعوام بل أصيب به كثير من المثقفين والنخب والشخصيات المتبوعة في وسائل التواصل.
إيران والأحداث المتعلقة بها من ضحايا هذا الاختزال، ابتداء من نشأة الثورة الإيرانية والخميني وانتهاء بالمواجهة الحالية مع إسرائيل وأمريكا. كيف نجحت الثورة الإيرانية، وكيف وصل الخميني للسلطة، ولماذا نشبت الحرب العراقية الإيرانية، وكيف تمكنت المؤسسة الدينية في إيران من الإمساك المطلق بزمام الأمور، وكيف تحولت إيران إلى قوة إقليمية كبرى سياسيا وعسكريا، وكيف ولماذا أنشأَت حزب الله، وكيف تمكنت من السيطرة على العراق بعد الاحتلال، ولماذا وقفت مع النظام ضد الثورة في سوريا، وكيف مكّنت الحوثي في اليمن، ولماذا دعمت حماس، وما هو موقفها الحقيقي من إسرائيل وأمريكا، كلها أسئلة لا بد من تنظيف أجوبتها من خرافات المُختزلين.
لماذا يلجأون للاختزال؟
الجهل بالمعلومات ذات العلاقة والكسل في البحث والتحري سببان مهمان في اللجوء للتفسير المؤامراتي المختزل، لكن هناك أسباب أخرى تدفع لهذا الاختزال. من هذه الأسباب اعتياد الشعوب العربية على أنظمتهم التابعة للقوى العظمى إلى درجة جعلتهم يستبعدون أن يستطيع نظام في المنطقة الخروج من هيمنة هذه القوى. ومنها كذلك تأثرهم بعجز الحركات الإسلامية السلمية والجهادية عن تحقيق نفوذ سياسي في المنطقة مما دفعهم للاستنتاج أن أي حركة تدعي الإسلام -صدقاً أو كذباً- لن تستطيع الوصول للسلطة والمحافظة عليها إلا أن تكون متفاهمة خلف الستار مع القوى العظمى وخاصة أمريكا.
بناء الدولة بعد الثورة: خلط حتمي بين المبدئية والنفعية
لا يوجد في الموروث الفقهي الشيعي ما يمكن أن يُعتمد عليه في بناء الدولة ورسم العلاقات الدولية، وبناء عليه لا مفر من الاعتماد على مفهوم الدولة القومية الحديثة لإقامة إيران كدولة بعد الثورة. ورغم أهمية المذهب الشيعي الاثنا عشري في إنشاء إيران الثورة، فإنها في حقيقتها دولة قومية ترسم سياستها بالمنظار القومي، كدولة مستقلة ذات سيادة ولها مصالح أمنية قومية عليا. لا يعني هذا التقليل من أهمية المذهب ولا تساهل إيران في نشره وخدمته، لكن يبقى المذهب خادما لمصالح إيران القومية وليس العكس. وسواء كان الدفاع عن المصالح العليا لإيران هو الهدف أو خدمة انتشار المذهب الشيعي هو الهدف فكلاهما يؤديان لنفس النتيجة وبهذا تتداخل البراجماتية والمبدئية.
"ولاية الفقيه" قفزة براجماتية
الأساس الفكري الذي نشأت إيران الثورة عليه هو ذاته مشروع براجماتي استخدمه الخميني كوسيلة للتخلص من السلبية السياسية في الأدبيات الشيعية. فمرويّات الفكر الاثني عشري المنسوبة للأئمة لا تشتمل إلا على مبدأ انتظار المهدي، والاعتماد عليها يعني استحالة التحرك السياسي من أساسه.
لم تخلُ محاولات الاجتهاد في الفقه الشيعي قبل الخميني من ابتكار مشاريع سياسية وحشرها في المشروع الشيعي، لكنها لم تصمد أمام الزخم الهائل للمرويات التي تناقض ذلك. وهذا ينسحب على نفس نظرية ولاية الفقيه التي كانت موجودة قبل الخميني والتي لم تترجم إلى مشروع عملي لنفس السبب.
الخميني نجح في تطوير ولاية الفقيه وتحويلها لمشروع سياسي لأنه استغل الظروف المواتية واحتقان الشعب ضد الشاه، فكان طرحه لها براجماتيا واقعيا وليس طرحا نظريا مصادما للمرويّات. هذا الدور البراجماتي البنيوي لولاية الفقيه في تأسيس إيران الثورة جعل البراجماتية والمبدئية متداخلتان بالضرورة.
التقية جسر البراجماتية
رغم الخلاف على مفهوم وحدود التقية لا ينكر الشيعة أن التقية ركن من أركان التشيع، وفيها جانب براجماتي كبير. قد يُعترض بأن الشيعة صار لهم دولة وقوة، ويفترض أنهم لم يعودوا بحاجة للتقية، ويجاب على هذا الاعتراض بنقطتين،
أولاً أن إيران لا تتعامل مع وضعها الداخلي فقط بل تتعامل مع توازنات إقليمية وعالمية تلعب فيها التقية دورا كبيرا.
ثانياً أن تربية الشيعي على مبدأ التقية يضفي عليه حالة نفسية تجعله -فردا كان أو راسم سياسة أو قائدا - في حالة أكثر استعداداً للبراجماتية ممن لا يؤمن بها.
هذا الاستحضار للتقية عند راسم السياسة أو القائد يتحول إلى جاهزية للقرار البراجماتي، ومن ثم قبوله ضميرياً وتحويله إلى قرار مبدئي. وهكذا تصبح التقية الدينية وعاء لاحتواء المصالح والقرارات التي يفترض أنها مخالفة للمبادئ، ومن ثم تتداخل الأيديولوجيا والمصالح بطريقة متشابكة.
نشأة الثورة الإيرانية والخميني
الباحث في تاريخ الثورة الإيرانية وحياة الخميني يجد سجلا لعشرات السنين من الصراع والمواجهة مع طغيان الشاه وكمية ضخمة من التضحيات، سواء من الخميني ذاته أو من تياره الذي صنعه وانتهى به إلى السلطة، هذا فضلا عما تحلى به الخميني من الدهاء السياسي والكفاءة القيادية والكاريزما.
ومشكلة أصحاب الفكر المختزل أنهم يعتبرون أي اعتراف بكفاءة الخميني السياسية تزكية دينية وأخلاقية. ينسى هؤلاء أن شخصيات كثيرة نجحت نجاحا باهرا في مسيرتها السياسية بينما كانوا معادين للغرب وأصحاب قرار مستقل أمثال ستالين وتيتو، وهم قطعا ممن لا يستحق التزكية بل كانوا طغاةً ملحدين، فلماذا يتم الخلط بين التزكية والاعتراف بالنجاح السياسي والكاريزما؟
كيف استطاعت الثورة الصمود رغم دولة الشاه العميقة وكيد الخصوم؟
كان الخميني يدرك من خلال حنكته السياسية أن الثورة لا يمكن أن تستقر إلا بالقضاء على الدولة العميقة وتأسيس قوة تحميها. ولذلك نفذ الخميني مهمتين كانتا الأساس في حماية الثورة، الأولى استئصال كل قوى الدولة العميقة بلا رحمة، والثانية تأسيس الحرس الثوري بعيدا عن الجيش والجهاز الأمني.
وحتى يسهل تنفيذ المهمّتين استثمر الخميني التفويض الشعبي في ذروته قبل أن ينحسر، وأخفى نيته التفرد بسلطة الملالي من خلال وضع رئيسٍ للدّولة ورئيس وزراء ووزير خارجية غير محسوبين على المؤسسة الدينية. وحين اطمأن إلى تنفيذ المهمتين تخلص من هذه الشخصيات وأمثالهم من حلفاء الثورة الذين كانوا خارج المؤسسة الدينية.
إيران تخطط وتنفذ استراتيجية قومية مستقلة
بعد أن تجاوزت إيران مرحلة الحرب مع العراق وبعد أن تسلّم هاشمي رفسنجاني رئاسة الدولة، قرّر رسم استراتيجية قائمة على فهم شامل لقدرات إيران وطريقة التفكير الأمريكية وخَريطة النفوذ الأمريكي ونقاط الضعف فيها ومعرفة الخريطة الديموغرافية والمذهبية في المنطقة. وإثر ذلك رسمت إيران استراتيجية قائمة على الأركان التالية:
إيقاف الصدام الثوري مع حكومات المنطقة التابعة للنفوذ الأمريكي، ومجاملتها قدر الإمكان من أجل الوصول للأقليات الشيعية واستغلالها دون محاذير.
التظاهر باحترام المذهب السني في الطرح السياسي والإعلامي وإقناع الأغلبية السنية أن إيران تحمل همّ الإسلام عمومًا، وليس همّ المذهب الشيعي فقط.
بذل أقصى الجهود للتطوير العسكري بكل أنواع السلاح والتدريب وكفاءة القوات المسلحة، والسعي للاستقلال التقني في الصناعة النووية والصواريخ والحَواسيب والإنترنت والاتصالات.
استغلال الفوضى في لبنان لصناعة قوة موالية لإيران (حزب الله) تكون وسيلة لابتزاز أمريكا من خلال إزعاج ربيبتها إسرائيل.
توثيق العلاقة مع روسيا والصين، أولًا: من أجل الحصول على السلاح المتطور والتقنية النووية، وثانيًا: من أجل أن تقف معها ضد أي قرار أممي تسعى له أمريكا.
السيطرة على القوى المعارضة لصدام في العراق، وتهيئتها كأداة استدراج أمريكا لإزاحة صدام، الذي يعتبر أكبر عقبة أمام نجاح الاستراتيجية الإيرانية.
توثيق وتوسيع العلاقة مع النظام السوري، أولًا من أجل تسهيل الوصول للبنان، وثانيًا من أجل استكمال الهلال الشيعي بعد السيطرة على العراق.
التعامل مع الأحداث في المنطقة (مثل أزمة الخليج الأولى وأحداث سبتمبر وغزو أمريكا لأفغانستان وغزو العراق ولاحقا الربيع العربي) بطريقة براجماتية، حيث يمكن خداع أمريكا وتحويلها خادمًا للمشروع الإيراني.
إيجاد نفوذ في اليمن بجماعة على غرار حزب الله اللبناني (الحوثيين) كذراع إضافي في استكمال النفوذ على كامل الجزيرة العربية.
توسيع النفوذ البحري في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، بعد مجموعة اتفاقيات وحقوق رسو وقواعد بحرية في أريتريا وجيبوتي وجزر القمر.
حصيلة الاستراتيجية الإيرانية
حققت إيران كل ما كانت تريده من هذه الاستراتيجية:
في الجانب الدفاعي بنت جيشاً قويا متكاملاً عددًا وعدة وتدريبًا، ومؤسّسًا على فهم التوازن في المنطقة، حيث اعتمدت إيران على الردع أكثر من الدفاع، وذلك بتخويف أمريكا أنها تستطيع أن تدمر مصالحها في الخليج في أي لحظة تتعرض لهجوم أمريكي.
في التقنية نجحت في برامج الصواريخ وحقّقت تقدما كبيرا في التقنية النووية والحواسيب والتجسس والاختراق الإلكتروني وطائرات الدرون والأسلحة الخفيفة والثقيلة.
في النفوذ الإقليمي تمكنت من خداع حكومات المنطقة والوصول للأقليات الشيعية بكفاءة وجعل التيارات المؤيدة لها هي الأقوى في هذه الأقليات، مع توجيهها بعدم التحرك إلا عند الحاجة.
في لبنان كان مشروع حزب الله من أنجح مشاريع التنظيمات المتطورة حزبيًّا وحركيًّا واجتماعيًّا، ولا شك أنه هو المسيطر على لبنان تقريباً.
في سوريا نجحت إيران في ربط النظام السوري معها بعلاقة مصيرية، رغم الفرق الكبير بين النظامين والخلاف المذهبي والتوجه العروبي المزعوم للنظام السوري، بل تحولت سوريا لمشروع إيراني.
في العراق نجحت إيران في استدراج أمريكا لتخليصها من صدام على حساب الحكومات التابعة لأمريكا وبدماء الأمريكان، ثم بنفس السياسة الهادئة نجحت في السيطرة الكاملة على العراق رغم أنف أمريكا.
في اليمن نجحت إيران في توسيع نفوذ الحوثيين، فتحولوا من حركة هامشية إلى قوة تسيطر على شمال اليمن بسياسة دولة متمكنة وتتحكم في أجزاء كبيرة من اليمن وباب المندب.
تأسيس حزب الله ودعم حماس
يدرك المطلع على تفاصيل السياسة وآلية القرار الإيرانية أن إنشاء حزب الله ودعم حماس مرتبط باستراتيجية أمنية قومية، أكثر من ارتباطه بأيديولوجيا. إيران ما بعد الثورة ترى نفسها دولة خارج النفوذ الأمريكي ولها قرارها المستقل، وتعلم أن أمريكا لن تسمح لها بهذه الاستقلالية، ولا وسيلة لمنع أمريكا من إزعاجها إلا بحيل سياسية وعسكرية واستخباراتية وأمنية تردع الأمريكان عن إجبار إيران على الخضوع.
ومن أقوى هذه الحيل إيذاء أمريكا من خلال خاصرتها في المنطقة (إسرائيل) عن طريق دعم حماس وجعل إسرائيل تحت مرمى صواريخ حزب الله. فالقضية إذا ليست بالضرورة نصرة لفلسطين كمبدأ، بل هي التفاف أمني على أمريكا وإتيانها من اليد الي تؤلمها وهي إسرائيل.
المواجهة مع أمريكا وإسرائيل
تعمّدت إيران امتصاص كل الغارات والاعتداءات الإسرائيلية أو الرد عليها بطريقة شكلية وتجنبت التصعيد. والسبب هو أن التصعيد سوف يجر لحرب شاملة ودمار لكل منشآتها وقواعدها وزوال مكاسبها الضخمة التي حققتها على مدى عقود، ومن ثم القضاء على الدولة الحالية ونهاية مشروعهم. في المقابل تدرك أمريكا أن إيران سوف تستخدم أذرعها في العراق واليمن والخليج لغزو الجزيرة العربية والسيطرة عليها بريّا ومن ثم القضاء على الأنظمة الخليجية وإنهاء مصالح أمريكا.
لكن التوتر الحاصل في المنطقة وكثرة نقاط التماس ثم تهور المسؤولين في إسرائيل سوف يجعل التصعيد وجرّ المنطقة لحرب شاملة أمراً لا مفر منه ويحقق السيناريو الخطير الذي تخشاه إيران وأمريكا رغم أنف الطرفين.
اغتيال إسماعيل هنية في إيران ليس مما يمكن امتصاصه بل هو ضرر استراتيجي لأنه يعني أولا: أن لا يثق أي ضيف سياسي بعدها بالأمان في إيران، وثانيا: أن إسرائيل سوف تتجرأ على ضرب المفاعل النووي دون معارضة من أمريكا ما دامت إيران عاجزة عن الرد. ولهذا فمن المرجح أن تتعامل إيران مع اغتيال هنية كضرر استراتيجي ينبغي الرد عليه بشكل كبير.
ماذا أعدت أمريكا للمواجهة الشاملة
إذا وصل التحدي لحرب شاملة فإن أمريكا لن تتردد في قصف كل ما يمكن قصفه في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن. لكن من المستبعد أن تستخدم قواتٍ برية أمريكية كما أنها لن تكون قادرة أن تستخدم قوات برية من عملائها في المنطقة. ولهذا سيكون اعتماد أمريكا على قصف الصواريخ والطيران ونماذج من الحرب الإلكترونية التي تشلّ الاتصالات والرادارات.
وقد تراهن أمريكا على ضخامة المعارضة في إيران للنظام الإيراني واستغلالهم انهيار مؤسساتها العسكرية، مع أن العارفين بالشعب الإيراني يرجّحون أن يقف الشعب بكل فئاته مع السلطة ما دام الاعتداء خارجيا.
ماذا أعدت إيران للمواجهة الشاملة
قد تكون بداية التصعيد مواجهة مع إسرائيل فقط لكن إذا تطورت لحرب شاملة بمشاركة أمريكا فسوف تتخذ إيران الخطوات التالية:
يستخدم حزب الله كل مخزونه من الصواريخ والدرون في قصف إسرائيل وربما تراهن إيران أن هذا القصف سيقلب سكان الضفة الغربية ضد السلطة الفلسطينية فتضطر إسرائيل للحرب على ثلاث جبهات، غزة والضفة وحزب الله.
تستخدم إيران مخزونها من الصواريخ في قصف المنشآت النفطية في السعودية والإمارات والكويت لتدمير المصالح الأمريكية. وتستهدف كذلك ما يمكن استهدافه من القطع البحرية الأمريكية في الخليج العربي وبحر العرب.
ترسل إيران مئات القوارب لاجتياح الساحل الشرقي للجزيرة العربية وتشاركهم الخلايا الشيعية "النائمة" في الخليج العربي الذي سبق تدريبهم في سوريا ولبنان وإيران وربما يسيطروا بذلك على كل دول الخليج ثم يتجهون إلى الرياض.
يزحف الحوثيون من الجنوب متجهين شمالا إلى جدة ومكة، ويزحف الحشد الشيعي العراقي الذين يقدر عددهم بمئتي ألف على الجزيرة العربية من الشمال متجهين إلى الرياض.
أما الدول الخليجية فلن يكون دورها في هذه الحرب الشاملة إلا أنها ميدان للمعركة وتوفير الأجواء والموانئ للقوات الأمريكية. والسبب هو أن ليس لهذه الدول إلا جيوش ورقية بعد أن بنت استراتيجيتها الدفاعية على الاعتماد الكامل على أمريكا.
من ينتصر لو حصلت حرب شاملة؟
لا يمكن التنبؤ بنتائج الحروب خاصة إذا كانت الأطراف متعددة والميادين واسعة، لكن قد يمكن تصور بعض السيناريوهات في مسيرة الحرب ومآلاتها. والحرب على الأرجح لن تكون قصيرة بل تستغرق مدة طويلة وقد تتورط فيها تركيا وبعض دول أوروبا وربما تعود بعض التيارات الجهادية إلى النشاط.
من السيناريوهات المحتملة أن تنجح أمريكا في تدمير أجزاء كبيرة من إيران وتنجح إيران في اجتياح برّي للجزيرة العربية وإسقاط الانظمة الخليجية. لكن بعد ذلك على الأرجح سيكون الطرفان خاسران وينهار المشروع الإيراني وتتوفر الفرصة للقوى السنية أن تخرج من سلطة أمريكا وعملائها من الأنظمة في المنطقة وينطلق مشروع سياسي سني بشكل مختلف عن كل ما سبق من المشاريع السنية. أما إسرائيل فسوف يصعب أن تبقى متماسكة بعد مثل هذه الحرب فهي لم تصمد أمام قوات المقاومة المحاصرة في غزة فكيف تصمد أمام جبهتين إضافيتين أقوى من الجبهة الأولى؟