top of page

٧ محرم ١٤٤٦ هـ

السنة والشيعة
أهم الحقائق ومقارنة متجردة

بقلم الدكتور سعد الفقيه

الحديث عن السنة والشيعة في الغالب يخضع للاختزال والدوافع النفسية والتجارب الشخصية والضغط الاجتماعي والتأثير السياسي أكثر مما يخضع للتجرّد والعدل والبحث عن الحقيقة. ومن النماذج البارزة في فوضى الجدل، وتفاوت المواقف، ما نسمع من أطروحات تتراوح بين إزالة الفوارق بالكامل ودعوة للاتحاد بينهما، إلى مفاصلة كاملة وتصنيف الآخر بأنه أعدى الأعداء من البشر.


المعلومة المجردة أولاً

التكييف المنهجي لا يعني الوصول إلى نقطة التقاء، بل يعني آلية منضبطة علميا في تحديد الفوارق كحقائق مجردة، ليس للمواقِف المسبقة ولا للعاطفة دور فيها. ومن بين أبرز هذه القضايا ثوابت كل طائفة ومرجعيتها، ونظرتها للغيب، والكون، والحياة، والتاريخ، وبنائها الاجتماعي، وتناولها للِسياسة والحياة العامة، إلخ. وفي هذا المقال محاولة لبسط الحقائق المجردة دون اتخاذ أي موقف فضلا عن الذم والمدح.


هل المسلمون سنة وشيعة فقط؟

في الحديث عن السنة والشيعة لا بد من الإشارة إلى خطأ شائع، وهو اعتقاد أن المنتسبين للإسلام هم السنة والشيعة فقط، على أساس أن كل من ليس سنيّ شيعياّ، وكل من ليس شيعي سنيّاً. وهذا غير صحيح، فكثير من الطوائف المحسوبة على الإسلام مثل المعتزلة، والخوارج، وغلاة الصوفية ومن على نهجهم، ليسوا من السنة ولا من الشيعة.  


ولإكمال الصورة فإن المقصود بالشيعة في هذا المقال هو الطائفة "الإثنا عشرية" التي تشكل غالبية الشيعة في العالم الإسلامي حالياً، تمييزا لهم عن الزيدية وتفرعاتها والإسماعيلية وتفرعاتها وبقية الفرق الشيعية.


الهوية والانتماء والثوابت الكبرى عند الشيعة

يعتبر الإيمان بالإمامة عند الشيعة من الثوابت المطلقة التي لا مجال للتساهل فيها، والتي يرى الشيعة أنها مقدمة على كل أركان الإيمان والإسلام ما عدا الشهادتين، ولا يمكن النجاة في الآخرة إلا بالإيمان الكامل فيها. وتتفق كل طوائف الشيعة الإثناعشرية في القديم والحديث (١) على أن من ينكر إمامة الأئمة الإثناعشر خارج عن الملة حتى لو عومل "في الدنيا" معاملة المسلم (٢). والإمامة لا يقصد بها إمامة الحكم، بل هي  مقام شبيه بالنبوة، فالإمام معصوم، وقوله وعمله وتقريره شرع. 


أما الصحابة فيرى الشيعة أن أقل أحوالهم هو الضلال والخيانة وإلا فهم كفار بسبب تآمرهم (طبقا لكتب الشيعة) على تعطيل ما تعهدوا به من تثبيت إمامة علي، ويستثنى من ذلك  قليل من الصحابة يسمونهم المنتجبين الذين لا يزيد عددهم عن عشرة(٣). والخلفاء الثلاثة (أبو بكر وعمر وعثمان) يعتبرون من أكبر الصحابة جُرماً لأنهم في مقدمة من خالف التعهد بتقديم علي رضي الله عنه في القيادة السياسية والدينية.


الهوية والانتماء والثوابت الكبرى عند السنة

يرفض أهل السنة إعطاء العصمة لغير الأنبياء، ويعتبرون من يقول ذلك قد ضل ضلالا مبينا، وبعضهم يحكم بكفره (٤). وفي مقابل ركن الإمامة عند الشيعة، فإن من ثوابت أهل السنة التي أجمعوا عليها عدالة الصحابة رضي الله عنهم (٥). و العدالة لا تعني العصمة بل تعني أنهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويترتب على ذلك تصديق ما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم.


وبناء على هذين الموقفين من الإمامة والصحابة فإن الذي لا يلتزم بمبدأ الإمامة بمعناه الكامل يخرج تلقائيا من "الإثناعشرية" حتى لو ادعى أنه بقي شيعيا، والذي لا يلتزم بمبدأ عدالة الصحابة يخرج تلقائيا من أهل السنة حتى لو ادعى أنه سني. ومن السذاجة ادعاء الجمع بين  هذين الإلزامين، ولا خيار إلا بتخلي أحد الطرفين عن أصل مبدأه، وخروجه من تعريف الطائفة التي ينتمي إليها.


النصوص ومصادر التشريع

منهج أهل السنة في تلقي الدين هو الاعتماد الكامل على القرآن وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.  أما الشيعة فإضافة للقرآن يعتبرون كل ما جاء عن الأئمة الإثنا عشر (بمن فيهم المهدي الغائب) من قول، أو فعل، أو تقرير، حجة كاملة لها نفس حكم ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام. وكمية الأحاديث المنسوبة للأئمة عندهم تبلغ عشرات أضعاف ما جاء عن النبي  صلى الله عليه وسلم. (٦)


ولإكمال الصورة في معرفة الفرق بين الطرفين في منهج التلقي، فإن لكل منهما رؤية مختلفة لطبيعة القرآن وعصمته من التحريف وفهمه وتفسيره والكتب المعتبرة عند كلا الطرفين غير القرآن، وطريقة الرواية، ومفهوم الأسانيد والتصحيح والتضعيف الخ.


القرآن وتفسيره عند السنة 

في التعامل مع القرآن، يجمع كل علماء أهل السنة على سلامة القرآن من التحريف، وتبعاً لذلك يجمعون على تكفير من يقول بالتحريف أو النقصان أو الزيادة، حتى لو كان حرفا أو شيئا يسيرا، ولا يتأولون لمن يقول بالتحريف (٧). ويجمع أهل السنة على أن القرآن يُفسَّر بالقرآن، ثم بالحديث، ثم بفهم الصحابة، ثم بمن بعدهم، ثم باللغة العربية، وليس لديهم إشكال في القبول بظاهر القرآن، ما لم ترد قرينة على تأويل خاص، أو تفسير يختلف عن الظاهر (٨).


القرآن وتفسيره عند الشيعة 

أغلب المعاصرين من الشيعة لا يعتقدون بتحريف القرآن، لكنهم يجمعون على عدم تكفير أو تبديع أو تفسيق أو تجريم من يقول بتحريف القرآن، ويقبلون بمرجعيته وروايته، ويرون أن ذلك لا يقدح في فضله وتزكيته  (٩). أما عن التفسير فهم متفقون أن القرآن لا يمكن فهمه إلا بقيّم، والقيّم هو أحد الأئمة الاثني عشر، ولذلك فالشِيعة في الغالب لا يعترفون بتفاسير أهل السنة، لأنها قائمة على المعاني المباشرة وأقوال الصحابة والتابعين، بل لهم تفاسيرهم القائمة على المعاني الباطنة التي "يعرفها الأئمة". كما يؤمن الشيعة أن قول الإمام مثل قول "الله"، وللإمام حق النسخ والتقييد والتخصيص للقرآن. وكذلك يؤمنون بأن للقرآن معاني باطنة تخالف المعاني الظاهرة، وبأن جل ما في القرآن نزل في الأئمة وفي أعدائهم (١٠).


الحديث عند السنة

يعتمد أهل السنة في معرفة الحديث على سلسلة من الكتب الحديثية في مقدمتها الصحيحين، ولا يقبلون حديثا إلا بإسناد، ويُخضعون كل الأحاديث في سندها ومتنها للتصحيح والتضعيف بأحكام معروفة. وإضافة لشرُوط كثيرة، لا يمكن أن يكون الحديث صحيحا إلا أن يكون مرويا عن صحابي، لأن الصحابة عند أهل السنة هم أول من نقل الدين عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما يرى أهل السنة أن الأصل في صحيحي البخاري ومسلم هو الصحة مع تحفظات قليلة على بعض الأحاديث فيهما، على أن لا تكون هذه التحفظات صادرة إلا من من هو مؤهل في علم الحديث (١١).


الحديث عند الشيعة

لا يعترف الشيعة بكتب أهل السنة ولا يعتقدون بصحتها، لأنها مبنية على أحاديث رواها الصحابة الذين يعتبرونهم ضلّالاً، ما عدا استثناءات قليلة منهم كما ذكر أعلاه.  وللشيعة منهج رواية مختلف عن أهل السنة، مبني على أن الأئمة بذاتهم مشرعون لأنهم معصومون، وقواعد كثيرة أخرى(١٢).


ويرفض الشيعة كتب الحديث السنية، ولهم منظومة مختلفة مبنية على مجموعتين من كتب الحديث، المجموعة الأولى: أربعة صدرت في المئة الرابعة للهجرة، والمجموعة الثانية: أربعة صدرت متأخرة بعد الألف هجرية، ومعظم هذه الأحاديث منسوبة للأئمة بمن فيهم الغائب(١٣).


ولم يظهر علم دراسة الإسناد والتصحيح والتضعيف عند الشيعة بشكل جاد، إلا بعد ٩٠٠ هجرية على يد زين الدين العاملي المتوفى ٩٦٥هـ. ولا يستخدم علماء الشيعة علم الإسناد والتصحيح والتضعيف والرجال المستخدم عند السنة بل لهم طريقتهم الخاصة لأنه لو طبق المنهج السني على كتبهم سوف تّلغي معظم أحاديث الكتب الثمانية (١٤).


النظام الاجتماعي والمالي عند السنة

في البناء الاجتماعي، يعتبر أهل السنة كل مسلمٍ مسؤولٌ أمام الله بذاته، قادر على أن يتعبد الله لنفسه، أو أن يفتي لغيره إذا تعلم العلم الشرعي، دون الحاجة إلى تعميدٍ من جهةٍ شرعية. والعالم عند السنة يُستفتى لكن فتواه غير مُلزمة فللمُستفتي الحق أن يسأل غيره إن لم يطمئن لإجابته. وفيما عدا الزكاة الشرعية لا يوجد أي إلزام للسني بدفع المال لأي جهة، وله الحق أن يدافع عن ماله، حتى لو قتل في سبيل ذلك (١٥).


النظام الاجتماعي والمالي عند الشيعة

ينقسم أفراد المجتمع عند الشيعة، إلى مقلّد ومُجتهد، والمجتهد لا يمكن أن يصل لدرجة الاجتهاد إلا بتعميد من الحوزة. والمقلّد ملزم أن يختار مجتهداً يستفتيه في كل شؤون حياته، كما يلزم المقلد أن يدفع لِلمجتهد الذي يقلّده الخمس. ويقصد بالخمس ٢٠٪ مما يزيد عن حاجة الشيعي السنوية (١٦).


السياسة والحكم عند السنة

في نظرتهم للسياسة والسلطة، يعتبر أهل السنة الحكم مسؤولية متحقّقة فورا، وليست مرتبطة بإمام معصوم. ولدى أهل السنة منظومة سياسية كاملة في مفاهيم الحرب والسلم، والعلاقة مع الأمم الأخرى، وفي إدارة الدولة. ولديهم كذلك نَظرة لطبيعة السلطة والشريعة، ولهم تجربة على مدى قرون طويلة. ويرى أهل السنة أنهم هم الأمة المسلمة المعنيّة بذلك، ولا يجوز أن يتولى عليهم كافر، وإن حصل فعليهم السعي لإزالته (١٧).


السياسة والحكم عند الشيعة

في المقابل، لا توجد منظومة سياسية في الموروث الشيعي (قبل الخميني) سوى انتظار المهدي، ويؤكد هذا الموروث على تحاشي النشاط السياسي، إلى أن يخرج المهدي فيقيم الدولة. أما الفترة التي عاش الشيعة فيها تحت سلطة حكام شيعة مثل الصفويين، فقد كان الحكم أقرب لثنائية الكنيسة والملك في أوربا منه للحكم عند أهل السنة.


وبقي حال الشيعة خاليا من أي تنظير للسلطة ومكتفياً بانتظار المهدي، حتى سنة ٩٤٠ هجرية حين كسر المحقق الكركي القاعدة وأعطى الشاه "طهماسب" حق السلطة نائبا عن الإمام بتنظير مختصر خال من تفاصيل أسس الحكم. ثم ظهر المولى أحمد النراقي سنة ١٢٤٥ هجرية فنشر نظرية ولاية الفقيه، لكنها لم تدخل إطار التنفيذ إلى أن ظهر الخميني فحولها إلى مشروع عملي، وأقام "الجمهورية الإسلامية" الإيرانية. وتسبب غياب أي مشروع سياسي في التراث الشيعي، وغياب التجربة السياسية الشيعية باضطرار الخميني حين أقام الدولة، لأن يستعير من السنة ومن التجربة الغربية الكثير من المبادئ، حتى يقيم جمهوريته (١٨).


المسيرة التاريخية للسنة

يتمثل تاريخ السنة السياسي في التاريخ المعروف الذي بدأ بالعهد النبوي، ثم الخلافة الراشدة ثم الأمويين، ثم العباسيين والمماليك، والعثمانيين. أما التاريخ الشرعي فقد بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم علماء الصحابة، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، ثم كل طبقات العلماء، من التابعين وأتباع التابعين، والأئمة الأربعة، وأصحابهم، ومن أتى بعدهم. أما توسع العلوم الشرعية، فهو كذلك مرتبط بتاريخ تطور العلوم الشرعية الإسلامية نفسها والتخصصات المختلفة، وظهور المدارس الفقهية، وتدوين الحديث وخدمته بعد ذلك بالمصطلح والتخريج، ودراسة الأسانيد وغيره.


المسيرة التاريخية للشيعة

كان مسار تاريخ الشيعة السياسي مختلفا عن الخط العام في التاريخ الإسلامي، ولا يمثل التاريخ الإسلامي عند الشيعة منذ عهد النبوة إلا سلسلة من المظالم والمعاناة لآل البيت وطغيان أعدائهم، ولم يحصل للشيعة نفوذ إلا أيام البويهيين كوزراء عند العباسيين، وأيام الحكم الفاطمي في مصر، والصفويين في إيران، ثم ثورة الخميني. وحتى تولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة، لم يكن جزءا من التاريخ السياسي للشيعة، لأن توليه لم يكن في سياق الإمامة الشيعية، بل كان في سياق القيادة السياسية. 


أما التاريخ الشرعي فقصته أكثر ابتعادا عن الخط العام للتاريخ الشرعي السني، وكان أول تميز للتشيع العقدي الصريح بالمفهوم الإمامي بعد ١٢٠ سنة من الهجرة، حين تميزت "الرافضة" بالجرأة على أبي بكر وعمر أيام محمد وزيد ابني علي بن الحسين، ثم تبع ذلك مرحلة التدوين الشيعي في نهاية المائة الثالثة الهجرية حيث ظهرت الكتب الأربعة الأولى المرجعية في الفكر الشيعي. واستمر النشاط العلمي في القرن الرابع، ثم تقلص نشاطهم العلمي إلى أن ظهرت الدولة الصفوية في إيران فانتعش التدوين الشيعي وظهرت الكتب الأربعة الأخيرة في مدونات الشيعة.


ويخطئ من يظن أن التشيع لعلي رضي الله عنه أيام الفتنة الكبرى هو بداية التشيع الإثنا عشري تاريخيا، فهذا كان تشيعاً سياسياً سنياً، وهو موقف اتخذه عدد كبير من الصحابة، وهو الرأي الراجح عند أهل السنة، ولا يصح ربطه بالتشيع العقدي. وكذلك لا علاقة لشخصية عبدالله بن سبأ والمختار الثقفي بالتشيع الإثنا عشري، لأنها وأمثالها نتوءات تاريخية تم القضاء عليها في وقتها واندثرت بالكامل قبل أن ينطلق التشيع الإثنا عشري. 


وفي مقال لاحق إن شاء الله نبسط الحديث عن تاريخ السنة والشيعة.


----------------------------------------------------------------------

(١) أكد الشيخ المفيد اتفاق الشيعة على الإمامة "واتفقت الإمامية على أن الأئمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله اثنا عشر إماما" أوائل المقالات/ الشيخ المفيد (ص ٤١).


(٢) أكد الشيخ المفيد اتفاق الشيعة على أن إنكار الإمامة كفر بالله "واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار". الشيخ المفيد ص ٤٤.


(٣) جاء في كتاب الروضة من الكافي "كان الناس أهل ردة بعد النبي، إلا ثلاثة المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي"  (٨/٢٤٥).

وفي حياة القلوب للمجلسي قال "هلك الناس كلهم بعد وفاة الرسول، إلا ثلاثة أبو ذر والمقداد وسلمان". (حياة القلوب) للمجلسي فارسي (٢/٦٤٠).


(٤) قال ابن تيمية "من ادعى العصمة لأحد في كل ما يقوله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو ضال، وفي تكفيره نزاع وتفصيل". (ابن تيمية الفتاوى المصرية).


(٥)  قال ابن حجر العسقلاني "اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شرذمة من المبتدعة". ابن حجر العسقلاني الإصابة في تمييز الصحابة ١/٩.




(٦) في هذا الرابط سلسلة نقولات جمعها أحد الإخوة عما في كتب الشيعة في تأكيد أن الأئمة هم مصدر الدين :

https://docs.google.com/document/d/1doL2u2pYu5mKIxhld-0nV22vPqX67OHtOTzpS31igVY/edit?usp=sharing



(٧) قال القاضي عياض في كتابه الشفا في بيان حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم : " وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر" ٢/٣٠٤.


وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد (ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر).(١/٢١).


(٨) تجد هذا الترتيب في تفسير القرآن في مقدمة كتب التفسير لكبار علماء السنة،  مثل ابن كثير، كما تجدها في  كتب علوم القرآن مثل السيوطي وغيره.  قال الزركشي في مناهل العرفان في علوم القرآن " للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة: الأول: النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع. الثاني: الأخذ بقول الصحابي، فقد قيل: إنه في حكم المرفوع مطلقاً، وخصه بعضهم بأسباب النزول ونحوها، مما لا مجال للرأي فيه. الثالث: الأخذ بمطلق اللغة مع الاحتراز عن صرف الآيات إلى مالا يدل عليه الكثير من كلام العرب. الرابع: الأخذ بما يقتضيه الكلام، ويدل عليه قانون الشرع، وهذا النوع الرابع هو الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس في قوله: اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل ـ رواه البخاري ومسلم. فمن فسر القرآن برأيه أي: باجتهاده ملتزماً الوقوف عند هذه المآخذ معتمداً عليها فيما يرى من معاني كتاب الله، كان تفسيره سائغاً جائزاً خليقاً بأن يسمى تفسيراً، ويكون تفسيراً جائزاً ومحموداً، ومن حاد عن هذه الأصول وفسر القرآن غير معتمد عليها كان تفسيره ساقطاً مرذولاً خليقاً بأن يسمى التفسير غير الجائز، أو التفسير المذموم. (المناهل ٥٩٥).


(٩) هذه مجموعة نقولات عن علماء الشيعة التي يؤكدون فيها إيمان سابقيهم من كبار علماء الشيعة بالتحريف، ومع ذلك يعترفون بعلمهم وفضلهم، ولا يجرّمونهم  فضلا عن أن يكفرونهم:


https://docs.google.com/document/d/18d1CwW7rvJ5hEsdbcb-GbazoicDoF7-vCGYyhUaO0es/edit?usp=sharing




(١٠) في هذا الرابط تفصيل كامل لنظرة الشيعة في فهم القرآن وتفسيره والاستنباط منه، واعتماد ذلك على الأئمة وصلاحية الأئمة في نسخه وإظهار المعاني الباطنة : 

https://docs.google.com/document/d/1D8y48VeMPL2VWmPePYHfitqpl_R9zNH1-dQeH02OF6Q/edit?usp=sharing




(١١) نقل إجماع أهل السنة على الصحيحين النووي في كتابه "النكت على مقدمة بن الصلاح" (صفحة ١٦٣)  والحافظ بن حجر في مقدمة "فتح الباري" (صفحة ٨).


(١٢) راجع هذا البحث التفصيلي في مفهوم الحديث والرواية عند الشيعة :

https://docs.google.com/document/d/1tldqguBrs8-0P41KLrSiVGeIXMUSll2XCADl_xYWKZQ/edit?usp=sharing




(١٣) هذا بحث تفصيلي في المراجع الحديثية المعتبرة عند الشيعة :

https://docs.google.com/document/d/1lJJvpdHe85a5-tFWPU9P5OW1671sUdXjspnQjYJvefg/edit?usp=sharing


(١٤) هذا بحث تفصيلي في علم الإسناد عند الشيعة، وتاريخه ونماذج من تطبيقه :

http://turkialjasserj.blogspot.com/2014/10/blog-post_10.html


(١٥) مقالة صغيرة مفيدة عن حدود التقليد عند أهل السنة :

https://dorar.net/aqeeda/2812/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF

(١٦) ملخص أقوال الشيعة و إجماعهم على وجوب التقليد، وتقسيم المجتمع لمقلد ومجتهد :

http://www.aqaed.com/faq/4278

/

(١٧) كُتبت في السياسة الشرعية عند أهل السنة قديما وحديثا كتب كثيرة، ربما يكون أوسعها كتاب الدكتور عبدالله الدميجي (الإمامة العظمى)، جمع فيه أقوال العلماء في وجوب إقامة الإمامة، وقدم شرحا تفصيليا لنظرة أهل السنة لتفاصيل الحكم، وهذا رابط للكتاب :

http://goo.gl/N2qfUQ


(١٨) هذا البحث فيه استعراض تاريخي لتحول النظرية السياسية الشيعية، من السلبية وانتظار المهدي، إلى ولاية الفقيه:

http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/b89d2831-2b46-462f-9b5c-776d1b0edd80


bottom of page